الرئيسية
[50%] 
النقائض
إذا سمع الناس كلمة (النقائض) تبادر إلى ذهنهم أول الأمر هذه القصائد الطوال التي تناشدها جرير والفرزدق أيام بني أمية وقد يذكرون معها ما تناشد جرير والأخطل كذلك إذ كانت ملها نوع من المجادلة والمهاترة التي شغلت فحول القرون الأولى وأهم عصور الأدب العربي القديم كأن هذا الفن الشعري حديث النشأة لم يعرفه الشعر العربي إلا في منتصف القرن الأول وكأن فضل اختراعه راجع إلى هذه المدرسة الأموية ورجالها المشهورين والمغمورين .
وقد امتازت النقائض الأموية بأمور جعلتها تحجب ما قبلها وتخيل للناظر بأنها أول صورة للمناقضة في تاريخ الشعر العربي وهي تؤرخ هذا الفن في طور نضجه واكتماله فقد كانت كثيرة العدد بعيدة الصيت أثارت ضروباً من النقض والموازنة وأساءت للحياة الاجتماعية والسياسية بقر ما أحسنت للحياة الأدبية أما الحق التاريخي فيرجع بنشأة النقائض إلى طفولة الشعر العربي.
والمناقضة في القول أن يتكلم بما يتناقض مع معناه , والمناقضة في الشعر أن ينقض الشاعر الآخر ما قاله الشاعر الأول حتى يجيء بغير ما قال والنقيضة الاسم يجمع على النقائض .
أما الصورة الاصطلاحية التي انتهى إليها هذا الفن منذ الجاهلية فالأصل فيها أن يتجه شاعر إلى آخر بقصيدة هاجياً أو مفتخراً , فيرد عليه هاجياً أو مفتخراً ملتزماً بالقافية والبحر وحرف الروي الذي اختاره الأول
ومعنى هذا أنه لا بد من وحدة الموضوع فخراً أو محاً أو هجاءً ولا بد من وحدة البحر فهو الشكل الموسيقي الذي يجمع بين النقيضتين ويجذب الشاعر الثاني بعد أن يختاره الأول ولا بد من وحدة الروي فلذلك هو النهاية الموسيقية المتكررة التي تعد جزءً من النظام الموسيقي العام للمناقضة بقيت حركة الروي ولا بد من وحدتها أيضاًَ إتماماً لذلك التنسيق الوني وإن اختلفت في بعض النقائض كما في اللاميتين
أما المعاني فالأصل العام فيها المقابلة والاختلاف لأن الشاعر الثاني همه أن يفسد على الأول معانيه فيردها عليه إن كانت هجاء ويزيد عليها مما يعرفه أو يخترعه وإن كانت فخراً كذبه فيها أو فسرها لصالحه هو جانب المعنى ؛ يقول الشاعر الأول قصيدة يهجو فيها آخر أو يمدح عليه ويختار لها بحر البسيط مثلاً وقافية الراء المضمومة فيضطر الشاعر الآخر إلى أن يرد عليه فخره وهجائه وأن يلتزم البسيط والراء المضمومة ويهجوه صريحاً فيسبه ويكذبه وربما نال من شرفه ومحارمه
إذا سمع الناس كلمة (النقائض) تبادر إلى ذهنهم أول الأمر هذه القصائد الطوال التي تناشدها جرير والفرزدق أيام بني أمية وقد يذكرون معها ما تناشد جرير والأخطل كذلك إذ كانت ملها نوع من المجادلة والمهاترة التي شغلت فحول القرون الأولى وأهم عصور الأدب العربي القديم كأن هذا الفن الشعري حديث النشأة لم يعرفه الشعر العربي إلا في منتصف القرن الأول وكأن فضل اختراعه راجع إلى هذه المدرسة الأموية ورجالها المشهورين والمغمورين .
وقد امتازت النقائض الأموية بأمور جعلتها تحجب ما قبلها وتخيل للناظر بأنها أول صورة للمناقضة في تاريخ الشعر العربي وهي تؤرخ هذا الفن في طور نضجه واكتماله فقد كانت كثيرة العدد بعيدة الصيت أثارت ضروباً من النقض والموازنة وأساءت للحياة الاجتماعية والسياسية بقر ما أحسنت للحياة الأدبية أما الحق التاريخي فيرجع بنشأة النقائض إلى طفولة الشعر العربي.
والمناقضة في القول أن يتكلم بما يتناقض مع معناه , والمناقضة في الشعر أن ينقض الشاعر الآخر ما قاله الشاعر الأول حتى يجيء بغير ما قال والنقيضة الاسم يجمع على النقائض .
أما الصورة الاصطلاحية التي انتهى إليها هذا الفن منذ الجاهلية فالأصل فيها أن يتجه شاعر إلى آخر بقصيدة هاجياً أو مفتخراً , فيرد عليه هاجياً أو مفتخراً ملتزماً بالقافية والبحر وحرف الروي الذي اختاره الأول
ومعنى هذا أنه لا بد من وحدة الموضوع فخراً أو محاً أو هجاءً ولا بد من وحدة البحر فهو الشكل الموسيقي الذي يجمع بين النقيضتين ويجذب الشاعر الثاني بعد أن يختاره الأول ولا بد من وحدة الروي فلذلك هو النهاية الموسيقية المتكررة التي تعد جزءً من النظام الموسيقي العام للمناقضة بقيت حركة الروي ولا بد من وحدتها أيضاًَ إتماماً لذلك التنسيق الوني وإن اختلفت في بعض النقائض كما في اللاميتين
أما المعاني فالأصل العام فيها المقابلة والاختلاف لأن الشاعر الثاني همه أن يفسد على الأول معانيه فيردها عليه إن كانت هجاء ويزيد عليها مما يعرفه أو يخترعه وإن كانت فخراً كذبه فيها أو فسرها لصالحه هو جانب المعنى ؛ يقول الشاعر الأول قصيدة يهجو فيها آخر أو يمدح عليه ويختار لها بحر البسيط مثلاً وقافية الراء المضمومة فيضطر الشاعر الآخر إلى أن يرد عليه فخره وهجائه وأن يلتزم البسيط والراء المضمومة ويهجوه صريحاً فيسبه ويكذبه وربما نال من شرفه ومحارمه
